هــــــجـــرة عـلـى الـسـالـم

أخذ الزبيد يهاجرون إلى الشمال، بينما آثر بعضهم البقاء في نجد، وقد خير سالم الصهيبى زوجته من بني عمه بين البقاء في نجد أو الهجرة إلى الشمال فآثرت البقاء بنجد وهي حامل، فترك لها سالم الصهيبى حربة، وقال أن كان المولود ذكراً، فقدمي له الحربة التي نقشت اسمه عليها، وسميه علياً.

وصل سالم الصهيبي الى الفرات، فوجد المعارك مستمرة بين الزبيد الذين حرروا مابين عانة والبوكمال من الفرات، وبين قبيلة قيس، ولكن قبيلة قيس أعادت ترتيب أمورها، وأخذت تشن الغارات لطرد الزبيد من أراضيها، وفي احدى المعارك قتل سالم الصهيبي بعد أن صمد وهو يصد القيسيين عن ديار الزبيد الجديدة على الفرات، أما في نجد فقد ولدت زوجته صبياً، وجمعت عليه كبار الزبيد المتبقين في نجد، واشهدتهم عـلى نسبه ووالده ومولده.  أخذ الطفل يكبر. ومات الجيل الاول من الزبيد (عـلى)  وجاء الجيل الثاني وهم غنام بن علي السالم من زوجته ردسه بنت السلطان جبر، وناصر الثامر من بني عمه وبقيت المعارك مستمرة بين قيس والزبيد، وهذه المرة على سهل الحريجيه، فتضايق الزبيد، وقرروا الاستنجاد بطئ ولكن قبيلة طئ دب بينها وبين زبيد قتال محدود قتلت فيه طئ ستة وستين رجلا من الزبيد، وقطعـت كف رجل، وحل الجفاء منذ ذلك التاريخ فكيف تنصرهم ؟

قال غنام: هولاء من طئ وهم من بني  عمنا وأهل الخيل السابقة (المليحات ) وطئ في الحرب تسمى معطرة الرماح، فلابد من استنجادهم، وجمع وجهاء الزبيد، وقرروا في حالة النصرة أن يتركوا لهم قضية الثأر، فقام فارسان بتخطئ مضارب طئ، ووضعا رسالة على رأس رمح وهربا.  قدم الطائيون إلى الرمح، فوجدوا فيـــه عبــارة مكتوبة تقـول : (عمامى ياأهل النهفة الست والستون والكف بالمهفا ) أي إن القضية التي بيننا قد هفت مع الدهر، ونستنجدكم على العدو..  وصل الزبيد بيرق من طئ فيه اربعون فارسا من خيرة الفرسان واشتركوا في المعركة، وانتصرت الزبيد فقالت قيس : ماذا حصل ؟ ومن أين جائتهم النجدة ؟ فقام رجل من قيس نشب نصل رمح في ظهره  بجر الرمح فوجد اسم وإشارة طىء عليه فقالت قيس نترك الفرات   فطىء تناصر الزبيد وطئ أهل المليحات معطرة الرماح لايمكن الوقوف بوجههم ووجه الزبيد بعد الأن فهاجروا وتركوا الحريجية وبعد إنتهاء المعارك. وبعد رحيل القيسيين. حصل حادث عكر صفو العلاقات بين طئ والزبيد. فقد حدث أن جبرا قائد فرسان طئ كان حل ضيفاً في بيت غنام العلي السالم، فأحتفل بهم وعنده أخت جميلة تطبخ الطعام في مقر الحريم ومن تعبها تمطت فبانت يدها وبها خاتم ذهبي كان يشتغله صائغ يهودي، وتأويه قبيلة طئ والطائيون يعرفون صنعته، فقام جبر بأنشاد اهزوجه قصد منها إفهام غنام  بن على أنه يطلب يد أخته صاحبة الخاتم.  فقال:

غضب غنام جداً، فكيف عرف الخاتم في يد أخته ؟ وكيف له أن يتغزل بها أمام الناس ؟ فرد عليه القول :

فاستل السيف وقتله.