ديار وماثر الزبــيــد
لقد
كانت مذحج وهي أحد أكبر القبائل القحطانية باليمن بالقرب من حضرموت قبل
الاسلام
وإليها يعود نسب
الزبيدين.وقد هاجر الزبيد من اليمن اإلى الكوفة وكانت الهجرة مع الفتح
الاسلامي وكانت
لزبيد معارك ووقائع مع الجيش العثماني وعند حلول عام 1119 هجري
تحركت عشيرة
زبيد وجمعت رجالها وراحت تغزو وتغلبت على المسيب والأهوار وشتَّت
سكان هذه الأمكنه
وأستولت على مزارعهم.وكثيرا ماكانت تتقلب على الحملات العسكرية
التي يرسلها الولاة
عليهم. وقد كانت ديار زبيد (
قديما
) في الحجاز وتمتد من نجران الى
وادي الدواسر فقد هاجرت زبيد من اليمن الى
الحجاز والى نجد ومنها الى العراق والشام
ومن ثم الى الفرات. وقد بقي أخر
امراء زبيد في عقدة قرب مدينة حائل وهو (
بهيج بن ذبيان
) وقد
كانت عقدة ذات بساتين وماء وشجر وهي تقع في حائل (بنجد)
وقد سكنها قدماء
الزبيد واخرهم.
بهيج
بن ذبيان
فنازعه عليها شمر وهم من بقايا طئ في نجد وطال الصراع
وتدخل
الوسطاء لكي يقبل
الشيخ بهيج
سيطرة شمر على المنطقة والبقاء تحت مشيختهم فرفض وترك عقده وهي عامره
بالبساتين
وقال في ذلك قصيدة نبطية :
وحزنه عــلى الاملاك دون الشلايــــل
|
يقول
بهيج بـــن ذبيان مثايـــل
|
قــــراح وبـــرد مايـــداوي الغــــلايــــل
|
جلونا عن ديرنا العـذبات شــمر
|
وعــــيــون الزبــيد يــــات لنجـــد مايــل
|
ونحينا رقاب الفـود عنهم غربنــا
|
ما
يـنــقعـــد بالدار والشــيـل مايــــــــل
|
لياصار ماعدل يعـادل عـديلــــه
|
هـبـيـــت
ياحق تجــي بالدخايل بالــدخايــل
|
ولياصار ماحــق الفتى بذراعـــه
|
وبالسؤء مايــــوجد لهم مـــثــل بالقباــل
|
صبرنا على الزهد بشين فعـلهم
|
يـجازونك عـنها بالبايـرات الــفــسايــل
|
لئام
لو حججتهم كعــبة الرضا
|
وقد ترك بهيج
بن ذبيان حائل بعد أن قابل شمر ورأى أن جمعة لايضاهي جمع
شمر.
ومن أمراء زبيد أيضاً
عمرو بن معد يكرب الزبيدي شاعر وفارس ومجاهد له مأثر في
معارك
الفتح الاسلامي كاليرموك والقادسية وكان معدي كرب قد فسر اسمه على أنه
من تعداه الكرب.
أي تجاوزه وانصرف عنه وكلمة معد يكرب باللغة الحميرية القديمة تعنى وجه
الفـلاح وكان معد يبلغ
من الطول عشر أشبار قــوي البنية حتى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه
قال : الحمد لله الذي
خلقنا وخلق عمرو تعجباً من عظم خلقته قال فيه احد الشعراء :
كان ذراعاه ذراع شمله
وأصبعه الوسطى تزيد عـن
شبر
فقد كان لايشبعه جذع من الابل وكان يملك قوه جسدية
هائلة لدرجة انه يمسك بذنب الفرس فتقع
على الارض. وكان من فرسان الجاهلية سيفه
الصمصامه. ومن خيله : البعيث والعطاف
واليعسوب وله في السلاح راى وحكمة : ففي الرمح قال:
اخوك وربما خانك، والنبل منايا
تخطى وتصيب، والترس : هو المجن وعليه تدور الدوائر
والدرع : مشغلة للفارس متعبة للراجل
وإنها لحصن حصين، وسألوه عن السيف فقال :نعم السلاح
وقد أرتد عمرو عن الإسلام ولكن
سرعان ماعاد عن ردته، وأعتذر إلى الخليفة عمر
بن الخطاب رضي الله عنه وعاد عمرو بن
معد يكرب بعد رجوعه إلى الاسلام إلى اليمن حتى كانت
السنة الثالثة عشر للهجرة حيث
كتب
أبو
بكر رضي الله عنه إلى أهل اليمن مع انس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه
وسلم يحثهم
على
الجهاد والخروج إلى الشام فاقبلت زبيد في طوائف كثيرة إلى المدينة
فارسلهم أبو بكر
مددا
لخالد بن الوليد في الشام وفي موقعة اليرموك وكانت زبيد في ميمنة الجيش.
وأبلى عمرو
بلاء حسنا وذهبت
يومئذ عينه.
وهو صحابي جليل وأحد فرسان العرب المغاوير الذين أدركوا
الإسلام وشهد معركة القادسية واستشهد بنهاوند بزمن عمر بن الخطاب وكان
يُكنى (بأبي ثور).
|